صقور الخليل - فتح الا نتفاضة
من لقاء الاخ القائد أبو موسى أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح " الانتفاضة " مع موقع مركز الاعلام والدرس2: الأخ القائد أبو موسى:-اسمح لنا أن نبقى في الإطار الفتحاوي للحديث عن التجربة الفتحاوية، والتي كانت رائدة ليس في تزعمها للعمل الوطني فحسب، بل من الزاوية الوطنية، حيث امتلكت حركة فتح نظرية وطنية ثورية جامعة للشعب الفلسطيني من خلال إطار وحدوي يضم كافة تيارات شعبنا الفكرية في إطار أشبه بالإطار الجبهوي، حيث تفردت وتميزت الحركة في ذلك، ومن ثم مساهمتكم في ما سمي بالتيار الديمقراطي داخل صفوف الحركة، حيث شكل جسماً عريضاً في قواعد الحركة للوقوف في وجه السياسات التنازلية التي انتهجتها القيادة في ذلك الحين، بدأً من عام 1974، عندما طرح البرنامج المرحلي والنقاط العشر.والسؤال المطروح في هذا المجال، ألا تعتقد بأن الحركة، كان يمكن لها أن تتطور وتصبح حركة ثورية مميزة فعلاً، لو أتيح لها توفر القيادة الثورية الحقيقية القادرة على بناء جسم تنظيمي وعسكري يمتلك رؤية ثورية صلبة في أداءها وأدواتها؟ج2: يمكننا القول أن نقطة بداية الانحراف السياسي آنذاك، كانت
في م.ت.ف ممثلة بقيادتها وهي قيادة حركة فتح ففي الدورة رقم (12) للمجلس
الوطني التي عقدت في القاهرة وبرعاية أنور السادات، وبدوره أوهم قيادة
(م.ت.ف) أنه بعد حرب تسرين عام 1973 المجيدة ثمة توازن جديد ما بين
المعسكرين معسكر أمريكا وما يمثل ومعسكر الاتحاد السوفيتي وما يمثل.. ونحن
رأينا أنفسنا جزءاً من معسكر المقاومة والرفض للمشاريع الأميركية
والصهيونية، إذن أوهمهم –السادات- بأن يأخذوا قراراً بالمجلس الوطني يعلنون
فيه استعدادهم وبداية العمل السياسي من أجل إمكانية استعادة بعض الأراضي
الفلسطينية عام 1967، من خلال مؤتمر سيعقد في جنيف، ستحضره الدول الخمس
الكبرى وبعض العرب و(م.ت.ف). وانطلت هذه الأكذوبة على قيادة حركة فتح وعلى
قيادات الساحة الفلسطينية بل تبنوا هذا المشروع، وسمي في حينها (بالمرحلية)
والمرحلية، باللغة السياسية والثورية هي أن تحرر أرضك، وتقيم عليها سلطتك
الثورية الوطنية. بوصفها مرحلة من مراحل النضال.
أما أن تسمى مرحلة عدو يريد أن يتنازل لك عن أرض محتلة، فلا
تنطبق صفة المرحلية عليها. لماذا؟ لأنه عندما تحرر أرضك بفعل العمل
العسكري، فهذا الأمر مختلف كلياً.
والسؤال لماذا يقدم لك العدو المحتل أرضك بمساحة ما من دون
ثمن ولا سيما نعلم جميعاً من هي الصهيونية التي احتلت فلسطين وأتت بشذاد
الآفاق من المهاجرين وشكلت القوة التي تمكنت من إقامة (دولة) لهم في فلسطين
عام 1948، واضحة الأهداف ومعلنة في خدمة الحروب لمنع أي تطور عربي في
المنطقة، أي إشغالها، والحيلولة دون توحيد قواها.
وعندما اعترض البعض في المجلس الوطني على ذلك، قيل له أن
التخلي الصهيوني عن جزء من الأرض الفلسطينية، لن يكون مقابل اعتراف أو
مفاوضات أو مصالحة.
لماذا إذاً يقدم لكل هذا العدو أرضاً تقيم عليها قوة عسكرية
على مقربة منه. هذه نقطة بداية التنازل الخطيرة التي تمت ووافقت عليها
قيادة (م.ت.ف) ولذلك تشكلت في قيادة فتح عناصر واعية ملتزمة، حملت اسم
التيار الوطني الديمقراطي. وحاولنا طيلة الفترة الماضية منذ عام 1974 إلى
أيام الخروج من بيروت، حتى في مرحلة الحصار، أن نعيد للحركة رؤيتها
الحقيقية التي انطلقت من أجلها، وهي تحرير فلسطين لم يكن قَسمُنا من أجل
إقامة دولة في الضفة أو في القطاع أو أي جزء من فلسطين. الهدف والقسم من
أجل تحرير الأرض التي احتلت عام 1948 وعودة اللاجئين الذين شردوا آنذاك.
وذهبت القيادة إلى التخلي تدريجياً كما بدا لنا فيما بعد
واضحاً، عن الهدف الأساسي الذي انطلقت من أجله حركة فتح، وأثر انعقاد مؤتمر
الخرطوم بعيد العام 1967، وأطلقت مقولة استعادة الأرض التي احتلت، بما
أصبح الحديث عن استعادة الضفة الغربية، والقطاع وليس استعادة الأرض المحتلة
عام 1948، وبدأت قيادة المنظمة تندمج مع المشروع وتأخذ دورها في إنتاجه،
وحاولنا بما أوتينا من جهد، التصدي لذلك، واكتشفنا مبكراً ذلك فضلاً على أن
أحد قياديي فتح المدعو هاني الحسن، في عام 1991 حاضر في لندن بمجموعة من
المثقفين البريطانيين واليهود وقال لهم “أننا منذ عام 1968 ونحن نناضل من
أجل السلام” وهو بذلك يمثل تياراً محدوداً داخل فتح، والإيحاء بالنضال حياة
أو موت والوصول إلى ما وصلوا إليه وآنذاك كانت الحالة هي الأسوأ
فلسطينياً، إذ تسابقت قيادة المنظمة للقاءات مع العدو الصهيوني تحت مسميات
(اليسار الإسرائيلي)، علماً بأنه ليس هناك ما يسمى باليسار داخل الكيان.
فإن كان هنالك يساري يهودي صهيوني داخل وطني المحتل عليه أن يخرج أولاً من
بيتي المحتل، وعليه أن يعود إلى المكان الذي أتى منه. فأساس قضيتنا
الفلسطينية مسألتان: الأولى تحرير الأرض والثانية عودة الشعب ودون ذلك فكل
ما يتم الحديث عنه لا يعني الثورة الفلسطينية أو الثائر الفلسطيني الحقيقي.
لكننا لم نتمكن من حماية هذه الأهداف، لظروف وتداخلات كثيرة
ولعدم مساندة الفصائل الفلسطينية الأخرى لذلك التيار داخل حركة فتح، ليأخذ
دوره بإعادة الحياة الثورية الحقيقية لحركة فتح.
وأذكر أنه في الأسبوع الأول بعد 9/5/1983، عندما أخذنا هذا
الموقف، كنّا نتمنى من جميع الفصائل الفلسطينية أن تأخذ موقفاً أخلاقياً
يضغط على ياسر عرفات أن يلبي الطلب الذي نادينا به أن نحتكم إلى المؤتمر
الحركي، قلنا لعرفات أننا نرى في سياستك خطورة على مستقبل القضية
الفلسطينية، والحكم بيننا هو المؤتمر، فإذا أقر المؤتمر سياستك أو لقاءك مع
اليهود تحت مسميات يسارية وغيرها، وأن تلتقي مع أنور السادات وما يمثل بعد
أن وقع على اتفاقية كامب ديفيد؟ نحن في حلّ من ذلك، فإما أن نبقى في
الحركة وإما أن نفكر بالنضال بالطريقة التي نراها مناسبة.
وبالمناسبة فإن تنظيمات وبالتحديد الجبهة الشعبية والجبهة
الديمقراطية، تشاركا وتحالفا مع عرفات انطلاقاً من أن هذا الموقف الذي
اتخذته فتح، والتي سمت نفسها للتمايز عن الآخرين-الانتفاضة- أنها تؤثر على
سياستهم، لأنهم كانوا منسجمين، مع تيار وبرنامج ياسر عرفات.
نحن الآن من يمثل حركة فتح الحقيقة، وقلنا بأن فتح
(الانتفاضة) هي للتمايز بين أي موقف يصدر عنّا أو موقف يصدر عنهم للقارئ
العادي على سبيل المثال..
عندما أخذت كادرات وقيادات التيار الوطني هذا القرار، الذي لم
يكن مرسوماً لدينا لنعلنه يوم 9/5 والذي أملي علينا اتخاذ القرار هو
سلوكيات ياسر عرفات، عندما حضر بعد غياب طويل إلى دمشق وأصدر 52 قراراً
يقضي بنقل كل الكادرات التابعة أو التي تنتمي للتيار الوطني الديمقراطي إلى
المنافي، وأحضر بعد الشخصيات لقيادة ما تبقى من قوات الثورة على الأرض
اللبنانية والسورية.
القاعدة الفتحاوية بكوادرها وقواعدها وطنية، ولذلك وقفت إلى
جانب هذه الدعوة لعدم الرحيل وتنفيذ هذه الأوامر، آلاف الكوادر أذكر أنه
كان ما يقارب من 20 ألف مقاتل على الساحات اللبنانية والسورية والأردنية
والشتات، ولكن بعض قيادات الانتفاضة رأت وكأنه مات الملك، عاش الملك، وكنا
نناضل ونحن داخل حركة فتح، ما قبل 1982، وما بعد 1983 ضد بعض السلوكيات
التي تسيء لسمعة الحركة. وثمة بعض الخلافات حول تبني رؤى ليست نابعة من
المصلحة الوطنية الفلسطينية، بمعنى يتبني الفكر الاشتراكي أو الاسترشاد به.
نحن في حركة فتح التاريخية، تربينا على رؤية، بأن انطلاقتنا
نابعة من ظروفنا، من منطلقاتنا الوطنية والقومية، لذلك حصلت خلافات ليشعر
البعض أنهم غير قادرون على تمرير مشاريعهم التي تتناقض مع مبادئ ومنطلقات
فتح.
نحن نبني أنفسنا وعناصرنا وكوادرنا على مبادئ ومنطلقات حركة
فتح، ونواجه قوى عالمية لها برامجها التاريخية قوامها السيطرة والهيمنة،
على المنطقة العربية، اتخذت من جغرافية فلسطين، نقطة انطلاق وقاعدة متقدمة
لها. فالهيمنة الاستعمارية على منقطة الشرق الأوسط، فكرت بها الدول
الاستعمارية كبريطانيا وفرنسا منذ القرن السابع عشر ومنذ نابليون بونابرت.
بطبيعة الحال هذه المشاريع قبل ولادة الحركة الصهيونية وظهور
هرتزل، والاستعمار البريطاني والفرنسي آنذاك فقد كانوا يفكرون بهذه القطعة
الجغرافية من الأرض التي هي حلقة الوصل ما بين المغرب العربي والمشرق
العربي، ولذلك نرى دزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا عام 1865 (اليهودي
البريطاني) مخاطباً مجلس العموم (البرلمان) في تفسيره لكيفية استعمار
العالم ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط يقول لهم: إذا أردتم السيطرة على
منطقة الشرق العربي لن يكون لكم لا عميل ولا عملاء ولو وجدتم حكومة عميلة
تساعدكم لن يدوم ذلك، الأفضل لكم أن يكون لكم في الشرق، ليس في الغرب في
الشرق أفضل من الغرب!
إن انطلاقة حركة فتح، هي انطلاقة من أجل تحرير الأرض، وهي
صاحبة المبادئ الأساسية في فلسطين، كما حددته حركة فتح تحرير فلسطين واجب
وطني وقومي وديني وإنساني.
من لقاء مع مركز الاعلام والدراسات الفلسطينية واللقاء كامل منشور على صفحة الموقع