بسم الله الرحمن الرحيم
بيان سياسي صادر عن اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطينية فتح. الانتفاضة
تعقيبا على قرارات مجلس وزراء خارجية الدول العربية في الجامعة العربية
تعد هذه القرارات قمة في الانحطاط السياسي, وتمهد لإحالة الملف السوري لمجلس الأمن ودول حلف الأطلسي (الناتو)، وتحضر للعدوان عليها.
• صدور هذه القرارات من مقر الجامعة في القاهرة، بعد ثورة مصر، اهانة لثورة مصر وتضحيات شعبها الأبي.
• ندين ونستنكر التهديدات المصوبة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي جاءت متزامنة مع هذه المؤامرة التي تستهدف قوى الصمود والمقاومة في الأمة.
• ندين مواقف سلطة الحكم الإداري الذاتي في رام الله التي أيدت قرارات مجلس الجامعة العربية, وهي بهذه المواقف تؤكد من جديد على انخراطها في المشروع المعادي لأمتنا, وهي لا تعبر عن الشعب الفلسطيني ولا تمثل قواه الوطنية الحية والمقاومة.
• ندعو القوى الوطنية الفلسطينية للوقوف بجدية أمام هذا المنعطف الخطير، لمواجهة التحديات الراهنة بكل انعكاساتها على قضية فلسطين بشكل خاص، وعلى مصير أمتنا العربية بشكل عام.
تعرب اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذه القرارات الجائرة الصادرة عن مجلس وزراء خارجية الدول العربية المنعقد في القاهرة يوم السبت 12تشرين الثاني الجاري، وترى فيها قمة في الانحطاط السياسي، ورضوخاً لأوامر أسيادهم الأمريكيين والأطلسيين والصهاينة.
وتود اللجنة المركزية للحركة أمام هذه التطور الخطير أن تؤكد على ما يلي:-
1- إن هذه القرارات هي استهداف واضح لموقع سوريا الجيوسياسي، وعقاباً لها على مواقفها القومية ودورها الريادي، وما مثلته من حالة معترضة ومتصدية للبرنامج الأمريكي - الصهيوني، وما جسدته من دعم ومساندة واحتضان لقوى المقاومة في الأمة سواء في العراق الشقيق أو لبنان المقاوم أو في فلسطين.
2- إن أي تدخل أجنبي أو عدوان على سوريا لن يكون مختصراً على سوريا وحدها، بل يكون مقدمة لحروب تشن على كافة أطراف مواقع الصمود والمقاومة في الأمة وهذا هو البعد الاستراتيجي في هذه المؤامرة التي دبرها اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة كأدوات تنفذ الأوامر الصادرة لها من أسيادهم الأمريكيين والأطلسيين، مختبئين ومتباكين على حقوق الإنسان المهدورة في سورية على حد زعمهم.
3- تعد هذه القرارات التي تستهدف أهم قلعة من قلاع الصمود والمقاومة في الأمة، صفعة لثورة مصـر وتضحيات شعبها ورسالة توحي وكأن شيء لم يتغير في مصر بعد الثورة والإطاحة برأس نظام العمالة والارتهان ( مبارك) ويعيد إلى الذاكرة ذلك المشهد المهين عندما أعلنت ليفني وزيرة خارجية العدو الصهيوني الحرب على غزة من القاهرة ويقف إلى جانبها وزير خارجية مصـر في ذلك الحين أحمد أبو الغيط، وهو أمر برسم الشعب المصري الذي ثار وأسقط نظام التبعية ويناضل من أجل إسقاط اتفاق كامب ديفيد وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وطرد سفير العدو من القاهرة.
4- لقد جاءت هذه المؤامرة متزامنة مع تهديدات تطال الجمهورية الإسلامية الإيرانية, وحملة من الافتراءات والأكاذيب ضدها, مما يجعلها في موقع الاستهداف المباشر, إننا إذ ندين هذه الحملة المعادية لإيران نؤكد على تضامننا مع قيادتها وشعبها, مثمنين مواقف سماحة مرشد الثورة الإسلامية الإمام الخامنائي حفظه الله.
5- نستنكر بشدة وندين مواقف سلطة رام الله, التي أيدت قرارات مجلس الجامعة, وهي بمواقفها هذه تؤكد على مواصلة انخراطها في المشاريع المعادية لأمتنا وقوى الصمود والمقاومة فيها, وهي بهذه المواقف لا تعبر ولا تمثل الشعب الفلسطيني وأمانيه وتطلعاته وأهدافه الوطنية.
6- إننا ندعو اليوم من موقعنا في معسكر الصمود والمقاومة، ومن موقعنا كمناضلين وطنيين فلسطينيين نتمسك بالثوابت والحقوق ونؤمن أن الكفاح المسلح هو السبيل لتحرير فلسطين، كافة القوى الوطنية الفلسطينية، وعموم فعاليات وجماهير شعبنا في الداخل والخارج إلى الوقوف إلى جانب سوريا في وجه أي عدوان يستهدفها، والاستعداد لمواجهة هذا المخطط الاستعماري والمؤامرة الداهمة، لنسهم في حماية فلسطين وكل مواقع الصمود والمقاومة، وهذا خير وفاء لفلسطين وسورية وحزب الله, ولجماهير أمتنا العربية المناضلة, وتضحيات الشهداء، وبهذا وحده يكون الرد على قرارات هذا المجلس الذي أفقد نفسه الكرامة الوطنية والقومية، بعدما ربط نفسه كأداة في يد الغرب الاستعماري، رداً مدوياً، يسقط المؤامرة، ويفشل أهداف العدوان، ويحفظ ويصون وحدة سوريا، وموقعها وموقفها ودورها، ويصون قضية فلسطين من براثن التصفية.
وثورة حتى النصر
اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطيني
فتح – الانتفاضة
13/11/2011م