ابن العاصفة Admin
عدد المساهمات : 958 تاريخ التسجيل : 05/06/2011
| موضوع: مزارعو خان يونس عانقوا أراضيهم فاختلط ترابها بدماء أبنائهم السبت نوفمبر 24, 2012 11:23 pm | |
| مزارعو خان يونس عانقوا أراضيهم فاختلط ترابها بدماء أبنائهم2012-11-24 11:10 صقور الخليل– غزة"12عامًا ولم أصل إلى أرضي، أو تحط قدماي فوق ترابها، وكانت الحسرة دائمًا داخل قلبي لمنعي من زراعتها، واكتفي بالنظر إليها من بعيد، ولا أجرؤ على الاقتراب منها لزراعتها وحصاد خيراتها، خوفًا من أن تصلني رصاصات الاحتلال وتنهي حياتي كحال جيراني وأقاربي".هذه الكلمات التي خرجت من المزارع سلامة العيماوي (62 عامًا)، من المنطقة الشرقية لمدينة خان يونس، وتحديدًا بلدة القرارة، بعد سنوات طويلة حرم خلالها من الوصول إلى أرضه وزراعتها وحصادها وجني خيراتها بسبب الممارسات الصهيونية ضد المزارعين هناك.ويقول العيماوي : "بحمد من الله، خطت قدماي فوق أرضي التي تبعد عن السلك الحدودي 150مترًا، بعد عربدة صهيونية طويلة على الحدود الممتدة مع قطاع غزة".ويضيف: "دائما كان الاحتلال يطلق النار علينا في حال اقترابنا منها لزراعتها، (..) وكانت فصائل المقاومة صاحب الفضل بتحقيق أمنيتي بعد الله تعالى من خلال فرض شروطها على الاحتلال والسماح لنا بمعانقة أراضينا".وأبرمت المقاومة اتفاقا لوقف إطلاق النار مع الاحتلال بعد 8 أيام من العدوان الذي راح ضحيته 167 شهيدًا ومئات الجرحى، برعاية مصرية، وكان أحد شروطه السماح للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم وزراعتها دون اعتراضهم أو إطلاق النار عليهم.ويكمل العيماوي: "12 عامًا من الحسرة والحزن مرت علينا ولم نزرع هذه الأرض التي تبلغ مساحتها (7 دونمات)، والتي تعد من أخصب الأراضي الزراعية في قطاع غزة، من حيث تربتها الطينية المعروف عنها باحتفاظها بالمياه أكثر من أي تربة أخرى، ونجاح زراعة الكثير من النباتات والخضروات والأشجار فيها".ويتابع: "بعد انتهاء العدوان على قطاع غزة، وما واجهناه من أيام صعبة خلالها، ترقبنا أنباء التهدئة بكل شغف، حتى تم التوصل إليها وتابعنا توقيعها على التلفاز، وعلمنا آنذاك أن من حقنا الوصول لأراضينا".لم تسع الأرض المزارع العيماوي من الفرحة، وتوجه برفقة أبنائه إلى أرضه الواقعة شرق بلدة القرارة، بعد يوم واحد من إبرام التهدئة، وعند وصوله إلى هناك خر ساجدًا لله شاكرًا على هذا الفضل والنعمة والنصر من عنده، وحيا المقاومة التي هزمت الكيان الصهيوني.فرحة العيماوي لم تدم طويلاً، ففي اليوم الثاني، طلب من أبنائه الذهاب إلى الأرض مبكرًا، لأنه سيتناول طعام الغداء بها في ذلك اليوم، وهو ما فعله نجله محمد (17عاما) برفقة أشقائه، حيث وصلوا الأرض وبدؤوا بتنظيف مكان فيها وتجهيزه من أجل الجلوس عليه لتناول الطعام".ويقول محمد: "فجأة اقترب أحد الجيبات العسكرية مقابل أرضنا، ونزل منه جنديان، وبدؤوا بإطلاق النار صوبنا، وحينها اختبأت أنا وأشقائي، ولكن لم أفلح من تجنب الطلقات العشوائية، حيث أصبت في بطني برصاص وأريقت مني الدماء بكثرة حتى أغرقت مكان إصابتي".ويكمل محمد حديثه، من على أحد أسرة مستشفى ناصر في خان يونس، وبصوت منخفض نتيجة ألم الإصابة: "لم نقم برشق جنود الاحتلال بالحجارة، ولم نستفزهم بل هم من استفزوا من وجودنا وانتصار مقاومتنا".ويؤكد العيماوي أنه وبالرغم من إصابة نجله إلا أنه سيواصل الذهاب إلى أرضه لأن ذلك من حقه، مطالبًا المقاومة بتسجيل كل هذه الخروقات الصهيونية وإبلاغ مصر بها.أما المزارع أحمد قديح؛ فيقول: "لم أصل أرضي الموجودة في بلدة خزاعة شرق خان يونس منذ سنوات بسبب منع الاحتلال وتهديداته بقتل من يحاول الوصول إليها، حيث كانوا يعتبرونها أرضا محرمًا علينا دخولها".ويضيف قديح : "ولكن هيهات له ذلك، المقاومة كسرت أنفه، وفرضت عليه بالقوة أن نصل إلى أراضينا ونزرعها بكل أمان ودون أي خوف من أن تصلنا رصاصات المحتلين، لأنه يعلم بأن المقاومة سترد على أي دماء تسيل من أبناء الشعب الفلسطيني".ويكمل: "وصولي إلى أرضي كان مجرد أحلام تراودني في نومي، ولكن اليوم تحققت بحمد الله، واستطيع الآن أن أجني محصولها وزراعتها، وشرب الشاي كل صباح بها، وتناول المأكولات الشعبية المفضلة لي ولعائلتي كما كنا في السابق".ويوضح قديح أن المئات من الشباب توجهوا صوب بوابة أبو ريدة على الحدود، فرحين بنصر المقاومة رافعين العلم الفلسطيني، لكن جنود الاحتلال أطلقوا النار عليهم وأصابوا العديد منهم.واستشهد صباح أمس الشاب أنور قديح وأصيب العشرات من المزارعين والشبان جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم في منطقتي القرارة وعبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس، واعتقلت شابًا تجاوز السياج الحدودي. | |
|