صقور الخليل - فتح الا نتفاضة
من شعار تحرير فلسطين… إلى شعار إزالة أثار العدوان
من لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف …. إلى نعم للثلاثة .. وبالثلاثة..
من شعار إزالة أثار العدوان وطرد الاحتلال … إلى شعار إزالة الحواجز (كإنجاز وطني).
من هدف دولة فلسطينية ديمقراطية على كامل فلسطين.. إلى سلطة تابعة ذليلة على حساب الوطن كله وحقوق شعبنا التاريخية.
بقلم:- أبو موسى / أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح – الانتفاضة
هذه الكلمات ليست بكائية.. وليست رضوخا لواقع بائس ومرير، وليست تعبيرا عن حالة إحباط أو يأس، بل هي توصيف لواقع، وتشخيص لحالة التداعي والانهيار والسقوط عند بعض الحكام والمتنفذين والمتسلطين على رقاب شعبنا وامتنا.
هي توصيف نكشف فيها عن أكاذيب وأضاليل روج لها من قدموا أنفسهم، بأنهم قادة للشعب، مناضلون وثوريون، مقاومون يمتشقون السلاح، مناضلون في سبيل تحرير فلسطين كل فلسطين، فلم يمض وقت طويل حتى انكشفت أكاذيبهم وانفضح زيفهم، وبانوا على حقيقتهم، بأنهم طلاب سلطة وحكم وألقاب، وكأنهم لم يسمعوا يوما أو يتعملوا درسا بأن ( من خدع السياسة أن تغروا… بألقاب الإمارة وهي رق ).
هي توصيف وتشخيص دقيق، ليعرف شعبنا، وليعرف كل مناضل يواصل السير على درب النضال أية مهام نضالية وكفاحية كبرى لازالت ملقاة على شعبنا وقواه المناضلة، وعلى الأحرار والشرفاء في أمتنا، وأي فرز وطني لازالت ساحتنا الفلسطينية تحتاج إليه.
والفرز الوطني ليس انقساماً جديداً، وليس اعتراضاً على حوار وطني، أو حجر عثر أمام الوحدة الوطنية، فعندما يقوم هذا الفرز ويتأسس على التمسك بفلسطين كل فلسطين وطنا للشعب الفلسطيني وعلى التمسك بكامل الحقوق الوطنية الفلسطينية، وعلى التمسك بثوابت وأهداف نضالنا الوطني، وعلى إعادة الاعتبار للمقاومة خطا ونهجا وبنية وثقافة، يكون عندها توحيدا للجهود، ورصا للصفوف، وتعبئة للطاقات، وتنظيما لصفوف الشعب ، واستعدادا وتهيئة للنهوض وإعادة الاعتبار لأبعاد قضية فلسطين، وإنقاذ للقضية وطنا وأرضا وشعبا وحقوقا ومصيرا، ويكون رسالة للأمة كلها وللعالم أجمع أن قضية فلسطين لازالت حية وحاضرة وأن النضال في سبيلها نضال عادل .
مضى زمن طويل على الخامس من حزيران 1967، خمسة وأربعون عاما مضت، شهدت أحداثا ومعارك وحروب وبطولات وانجازات، وشهدت في الوقت نفسه تراجعا وانهيارا وتآمرا وخضوعا واستسلاما يصل إلى حد بيع كل شيء، مقابل رواتب يجري تحويلها من دول مانحة، وإلى حد بيع الوطن مقابل سلطة على الناس، ولايتها مجهولة، وستظل مجهولة، وربما خمسة وأربعون عاما أخرى قبل التمكن من معرفة حدود ولايتها، هل هي على حدود الرابع من حزيران، أم في حدود الرابع من حزيران، هل القدس من ضمنها والأغوار من تخومها، هل هي دائمة أم ظرفية ، هل هي قابلة للحياة أم مهددة، وهل… وهل… أسئلة لا تنتهي وإجابات لن تصل منتظريها لا بالبريد ولا بالمراسلة ولا على طاولة المفاوضات.
خمسة وأربعون عاما مضت على ذلك اليوم الذي سميناه بالنكسة ، وقال شعبنا، وقالت أمتنا أننا خسرنا معركة وليس الحرب، احتل العدو أرضنا، ولكن لم يحتل الإرادة ، كسر جيوشنا ولكن لم يكسر العزيمة والإصرار على النهوض ومواصلة المقاومة والنضال.
لكن أي توصيف لها اليوم، هل لازالت نكسة أم أنها نكبة صنعها بعض أبناء جلدتنا فلسطينيين وعربا،بأيديهم وأنفسهم، ونهجهم وتخاذلهم وأوهامهم.
كانت نكسة قبل وضع أول حجر أساس لأول مستوطنة في القدس وعموم الضفة الغربية، فما هو التوصيف اليوم بعد حملة التهويد والاستيطان ومصادرة الأراضي وجدار الضم والتوسع. كانت نكسة عام 67،عندما رددنا جميعا شعار لا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضات بل مقاومة وكفاح مسلح، فما بالنا وقد تحولت اللاءات الثلاث إلى نعم للثلاثة وبالثلاثة، ما بال شعبنا وامتنا اليوم بعد الاعتراف بالعدو ورفع أعلامه في بعض عواصم العرب.
لقد ذهبوا للتفاوض وشعارهم جربنا المقاومة ولم تفلح، فلنجرب العمل الدبلوماسي والسياسي, يا لهذا التجريب بدماء الشعب وتضحياته!, يا لهذا التجريب بعذابات الجرحى وآلام وأوجاع الأسرى والمعتقلين!، يا لهذا التجريب على وقع تهديم البيوت وتشريد العائلات من بيوتهم!.
المقاومة ليست تجريبا.. في مراحل المقاومة هناك تجربة يجرى دراستها واستخلاص دروسها، أما المقاومة فهي خط ونهج وخيار، هي ثقافة وبنية، هي إعداد واستعداد، هي مبادئ وأهداف، هي بذل وتضحية وفداء، هي ميدان نصر وليس حقل تجربة.
ماذا يجيبون اليوم، وقد ذهبوا للعمل السياسي والدبلوماسي والحلول السلمية، لقد قالوا بعد النكبة أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة غدروا بشعبنا ودعموا عدونا، وصنعوا نكبتنا، وبعد النكسة قالوا تكالب الأعداء واستغلوا ضعف العرب وخلافاتهم، ماذا يقولون اليوم بعد خمسة وأربعين عاما على احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، هل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أصبحوا تحت قوس العدالة والإنصاف، فيعيدون الأرض لأصحابها والحقوق لمن سلبت منهم.
مرة أخرى هذه ليست بكائية.. وليست لندب الحظ العاثر.. والمصير البائس.. هي صرخة من جديد تنطلق من حناجر شعبنا المعذب والمشرد، التواق للعودة، وللحرية والتحرر والتحرير.
هي صرخة من جديد نعليها بأعلى الصوت إلى كل المناضلين والمقاومين من شعبنا، لنقول تعالوا لاعتراض مسيرة الذل والعار، تعالوا نعطي الأمل لشعبنا.. تعالوا نعيد الاعتبار لقضيتنا.. تعالوا نستحضر القضية التي تغيب وتغيب،ـ فكفانا انتظاراً.
نضال شعبنا الفلسطيني وصموده وتضحياته وبسالة وشجاعة رجاله وأبناءه ونساءه وفتيانه وشبيبته. كانت مضرب الأمثال, والثورة الفلسطينية شكلت نموذجا يحتذى للكثيرين من شعوب العالم، الذين استلهموا وهجها وضيائها، وشعبنا قادر على بعث الحياة في الحلم الجميل، في القضية المقدسة، في الحقوق الضائعة، في الثورة المغدورة، وعهدنا اليوم في ذكرى الخامس من حزيران ان نواصل النضال والكفاح حتى النصر