ابن العاصفة Admin
عدد المساهمات : 958 تاريخ التسجيل : 05/06/2011
| موضوع: مشاهد حية من حياة الأسرى في شهر رمضان المبارك الثلاثاء أغسطس 07, 2012 4:44 am | |
| مشاهد حية من حياة الأسرى في شهر رمضان المبارك2012-08-06 17:02 صقور الخليل – غزة: يبدأ التغيير في حياة الأسير من أول ليلة في رمضان، إذ ترى جميع الأسرى يجتهدون في العبادة، وتتحول غرف السجن _وخاصة في الأقسام التي يقيم فيها أبناء الحركة الإسلامية_ إلى خلايا نحل يقيمون الصلاة ويتلون القرآن ويذكرون الله ويقيمون الليل. الأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار "معمر الجعبري" شبه الأسرى في رمضان بأعظم الناس على الأرض، فالأجواء الإيمانية غالبة قدر الاستطاعة، رغم أن قيدهم يمنعهم من الاستقلال؛ فهم مقيدون بقوانين السجان الذي يحاول زعزعة حياتهم وتعكير صفوهم من خلال قوانين متغطرسة من حيث: التحكم في أوقات "الفورة"(التنزه)، وفحص الشبابيك الأمني، وتفتيش الغرف، وكل ذلك يقصد منها تعكير صفاء حياتهم اليومية وتعطيلها. ويؤكد الجعبري اهتمام بعض الأسرى بالبرامج المفيدة مثل: برنامج خواطر، والبرامج الحوارية مع الشيخ سلمان العودة التي تذاع على محطات التلفاز التي سمح السجان بمشاهدتها من باب التغيير في البرنامج. ويشير إلى أنه يتوقف البرنامج الإداري والثقافي العادي المعمول به عادة في السجن في رمضان، ويوضع برنامج خاص بالشهر الفضيل، ويتم تغيير مواعيد الاستيقاظ والنوم والقيلولة، وتتوقف الجلسات الثقافية اليومية من أجل تفرغ الشباب للعبادة، وتعقد بعض الندوات العامة، وينظم الأسرى نشرات ثقافية يومية في رمضان تتكون من مواعظ وحكم، وتذكير بأحداث هذا الشهر من فتوحات ومعارك وذكريات مهمة في تاريخنا الإسلامي. ويشدد على أن مشاعر الأسير تكون ممزوجة ببعض الحزن بسبب البعد عن الأهل وغيابه عنهم، ويؤثر ذلك على نفسيته، وخاصة إن كانت هناك زيارة للأهل في رمضان، إذ يشعر الأسير بمرارة الفراق ولوعة الخوف على الأهل؛ بسبب ما يعانونه من مصاعب في الزيارة وخاصة في الحر الشديد أو البرد القارس. ويوضح أن هذه المشاعر لا يظهرها الأسير بشكل جلي؛ لأنه في تحدٍ مع سجانه ولا يريد لهذا السجان أن يرى ضعفه أو حزنه. ويؤكد الجعبري أن تدبير وجبات الطعام اليومية يعد من الأمور الصعبة جدًّا في السجن؛ لأن كمية الطعام محددة ونوعيته مسقوفة بقائمة الطعام التي يقدمها السجان التي عادة لا تكفي السجين في الأيام العادية، فما بالنا بأيام رمضان؟!، ويوضح أنه رغم ذلك فإن الأسرى يجتهدون في تحضير أفضل الوجبات من خلال ما هو متاح من خضراوات وبعض اللحوم التي يسمح بشرائها على حساب الأسير من (الكنتينة)، وعادة ما تكون المعلبات سيدة الموقف في رمضان لتوفرها . ويشير إلى أن معلبات "التونة" تستحوذ على حصة الأسد في الطعام، وعلى الطباخ أن يدور معها من صيادة إلى الشي بالصينية، وأن المقلوبة هي سيدة الطعام وأقرب الطرق لقب الأسير. ويوضح أن الأسرى يقومون بإعداد بعض الحلويات التي تتكون في أغلبها من الخبز المجفف لعدم توفر السميد، وتشتهر عند الأسرى الكنافة المصنوعة من الخبز المجفف مع الجبنة الصفراء، والمصبوب عليها القطر، وبعض المكسرات. ويستذكر الأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار يسري الجولاني، أجواء رمضان بكثير من العاطفة الجياشة نحو من تركهم خلفه بالقول: "لا شك أن لنا إخوة نحبهم تركناهم خلفنا نلمح ما يفعلون الآن في السجن"، وبعيون براقة يملؤها الإيمان أكد أن السكينة والطمأنينة تتنزلان على الأسرى الصابرين. ويتابع قائلًا: "والله لولا نعمة الحرية لقلت إنني أشتاق إلى مثل تلك الأجواء المثالية التي كنا نحياها في السجن من خلال تنظيم البرامج الثقافية المبدعة ". ويؤكد أن لوعة البعد عن الأهل تزداد في هذا الشهر الفضيل، إذ يتمنى لقاء أحبته وأصدقائه. ونقل عن أن أغلب الأسرى يتمنون الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وفي مساجدهم التي تربوا فيها. ويشدد على أن "البوسطة" والتفتيش يعدان أكثر وسائل المحتل تعكيرًا لحياة الأسير الفلسطيني في السجون. ويشير الجولاني إلى أنهم في رمضان الأخير قبل التحرر في صفقة وفاء الأحرار بدأ الأسرى بـ"حملة استمطار الفرج"، وتفاعل مع هذه الحملة عدد كبير من الأسرى، مؤكدًا أنهم شعروا بمشاعر إيمانية لم يشعروها من قبل في أي رمضان سبق. ويضيف: "إن بركة هذه الأجواء ظهرت جليًا في صفقة وفاء الأحرار فشعرنا برحمة الله التي غمرتنا، وأن الله لا يضيع عباده، وهذا كله ببركة الدعاء والاستغفار". ويشدد على أن المطلوب من الجميع دون استثناء التواصل والتفاعل مع أهل الأسرى في هذا الشهر؛ ليشعروا أنهم ليسوا وحدهم وأن شعبهم يهتم بهم. ويطالب الجولاني الفلسطينيين والمسلمين بتقديم أقل الواجب في الشهر الفضيل، وهو التضرع والدعاء للأسرى بالفرج، وخاصة في السجود في الصلوات. | |
|