في لقاء اجرته مراسلة موقع صقور الخليل التابع لفتح الانتفاضة داخل الوطن المحتل مرام الخليلي مع امين سر المجلس الثوري لحركة فتح الانتفاضة ياسر المصري في دمشق .
* فتح الانتفاضة في العامين الأخيرين كان لها عمل عسكري في الضفة بارز، هل هذا يعني أن الحركة أعادت بناء قوتها العسكرية في الداخل وفي الأيام القادمة سنشهد تصعيد في العمل؟. ** في البداية التحية لشعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج والتحية للأجنحة العسكرية الفلسطينية والتحية للجناح العسكري في حركة فتح «قوات العاصفة» إن العمل العسكري في الداخل لم يتوقف في يوم من الأيام، قد يكون تراجع لأسباب ذاتية وموضوعية، ولكن يمكن القول بأن منهج العمل العسكري في حركة فتح «الانتفاضة» هو منهج ثابت وإستراتيجي، لا تراجع عنه، وبرغم الصعوبات الكبيرة التي يعرفها أبناء الضفة تحديداً، استطعنا أن نتجاوز العديد من الصعوبات وإعادة ترتيب أوضاعنا العسكرية والتنظيمية في الداخل بشكل مقبول، ولدينا طموح بتطوير أوضاعنا نحو الأفضل إن شاء الله. وخلال الأعوام القليلة الماضية استطاعت قوات العاصفة بفضل كادرها وأعضاءها من القيام بالعديد من العمليات العسكرية الناجحة التي اربكت الكيان الصهيوني وجعلته يعترف بالعديد من تلك العمليات، وبرغم امكانياتنا المحدودة إلا أن إيمان أخوتنا في الجناح العسكري كبير وإرادتهم وعزيمتهم صلبة، سيعملون على تصعيد العمل في الداخل حيث أمكن ذلك، لأن لدى شعبنا مخزون كبير من روح النضال والتضحية من أجل فلسطين. * هل الاتفاق الذي وقعت عليه الفصائل الفلسطينية في غزة في الحرب الأخيرة، وتم الاتفاق على هدنة، هل كان لكم دور في هذا الاتفاق؟. ** إن الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة خلال الحروب الثلاثة الأخيرة التي شنها العدو الصهيوني والتي باءت جميعها بالفشل، كانت نتاج إرادة الصمود الشعبي أولاً، ومن ثم إرادة المقاتل الفلسطيني، الذي تحدى آلة القتل الصهيونية المتطورة والمدعومة من دول عظمى عديدة، كانت هي الأساس في ذلك الانتصار فتحية لكل الشهداء والجرحى الذين قاتلوا على أرض غزة، والتحية الكبيرة لأبناء شعبنا الذي تمسكوا بإرادة المقاومة برغم الحصار والدمار والقتل، أما بالنسبة لموضوع الاتفاق غير المباشر مع الكيان الصهيوني والذي أسفر عن الوصول الهدنة. فهذه مسألة تخص الفصائل التي شاركت في حوارات القاهرة، وأما بالنسبة لنا فنحن لم نشارك بتلك اللقاءات ولا تعنينا، وعندما يرى أخوتنا في الجناح العسكري لقوات العاصفة في قطاع غزة ضرورة العمل العسكري فلن يتوانوا لحظة عن القيام بذلك، لأننا لا نعترف بأي اتفاق أو هدنة مع ذلك العدو الذي لا يعرف سوى لغة القوة. * هل العدو الصهيوني طبق الشروط التي اتفقت عليها الفصائل في غزة ولأجلها اتفق على الهدنة؟. ** العدو الصهيوني لا يعترف بأي اتفاق أو هدنة إلا بالقدر الذي تلبي مصلحته وحاجته الأمنية والسياسية، لذلك برغم التوقيع على ذلك الاتفاق إلا أن الحصار بكل أنواعه مازال قائماً على قطاع غزة، والجولة الأخرى من المفاوضات والتي كان متفقاً على القيام بها بعد الاتفاق الأول لم يقبل الكيان الصهيوني على نفيذها وإنجازها، وهنا نقول لا يتوهم أحد بأن العدو الصهيوني ممكن أن يقبل بأي اتفاق، وهناك معلومات تفيد بأن الكيان الصهيوني قد يقوم بمحاولة عسكرية أخرى من أجل أقلمة أظافر المقاومة والقضاء على الأنفاق ومنصات الصواريخ، ولكن ذلك ليس من الضروري أن ينجح جيش الاحتلال بتحقيقه، بل من المرجح أن يفشل فشلاً ذريعاً لأن الأجنحة العسكرية لكافة الفصائل على أهبة الاستعداد من أجل مواجهته وهزيمته في هذه المعركة. * هل قوات العاصفة الجناح العسكري للحركة شاركت في الحرب الأخيرة على غزة، ولماذا الإعلام كان ضعيفاً في نشر نشاطات الحركة؟. ** لقد كان لأخوتنا في قوات العاصفة بقطاع غزة دوراً مميزاً خلال الحرب، وكما أسلفت برغم امكانياتنا المحدودة والمتواضعة، إلا أن هؤلاء الأخوة استطاعوا أن يقوموا بالعديد من العمليات للدفاع عن قطاع غزة، في العديد من المناطق والمخيمات الفلسطينية، وقد قام الإعلام العربي المقاوم بتغطية العديد من العمليات ونشرت على مواقع كثيرة، وهناك العديد من القنوات الفضائية التي أنصفت دورنا في هذه المعركة وهي معروفة لدى الكثيرين، ونحن في طبيعتنا لا نعتمد أسلوب البازار الإعلامي من أجل الاستعراض بل نعتبر أنفسنا في أرض محتلة والظهور الإعلامي فيها له حسابات معينة، وإن كانت مجمل البيانات العسكرية التي صدرت في الداخل قد نشرت في وسائل الإعلام. * ما موقف حركة فتح الانتفاضة من المصالحة بين فتح وحماس؟ ** بالنسبة لنا لا نشجع على أي انقسام سياسي لا يخدم القضية الفلسطينية، وإن كنا نرى بأن الانقسام السياسي حاصل في الساحة الفلسطينية منذ السبعينيات ولكن تعمق بشكل كبير بعد اتفاق أوسلو عام 1993، وتمزق الشعب الفلسطيني على إثره ما بين داخل وخارج و48 إلى أخره من تقسيمات وتمزقت الهوية الفلسطينية، وأصبح شعبنا منقسماً ما بين لاجئ ونازح وغيره من تلك التصنيفات التي نعتبرها نتاج طبيعي لاتفاق تصفوي للقضية الفلسطينية. واليوم نعتبر الخلاف والانقسام الحاصل ما بين حماس وفتح لا يقوم على الاصطفاف والفرز بين برنامجي التحرير والتسوية بل يقوم على المحاصصة السلطوية، وهذا شيء نرفضه بالمطلق لأننا نعتبر أن فلسطين هي البوصلة والقاسم المشترك الذي يجمع كل أبناء فلسطين، وأي انحراف في تكل البوصلة يعتبر صراع هامشي لا يؤسس لتشكيل رافعة نضالية تستنهض العزيمة والإرادة في شعبنا وقواه الوطنية من أجل استمرار الصراع مع العدو الصهيوني. *هل تأثرت الحركة بعد وفاة القائد أبو موسى؟ ** إن القائد الراحل الشهيد أبو موسى كان له دوراً مميزاً في حركتنا «فتح» قبل الانتفاضة الثورية وبعدها، والجميع يقر لذلك الأخ بتاريخه النضالي وصفاءه الوطني، هذا إضافة إلى شهادة القوى الوطنية اللبنانية التي انخرطت بقيادة الأخ أبو موسى في غرفة عمليات مشتركة في الجنوب البناني، كما أن للأخ أبو موسى مواقف نضالية تاريخية لا يمكن أن تنسى في المعارك ضد القوى اللبنانية الانعزالية، وفي معارك الجنوب اللبناني، إضافة إلى مواجهته لنهج الانحراف في الساحة الفلسطينية، وصولاً إلى قيادة الحركة. وبعد استشهاد الأخ أبو موسى واصلت الحركة مسيرتها بقيادة الأخ أبو حازم الذي انتخب في اليوم التالي لرحيل الأخ أبو موسى حسب الأصول التنظيمية، وهو يعمل مع رفاقه في اللجنة المركزية والمجلس الثوري بشكل متواصل من أجل تطوير الحركة بكافة مجالات العمل. * هناك بعض الأوساط تتحدث عن أن حركة فتح الانتفاضة، سلمت مكاتبها وممتلكاتها إلى سلطة عباس، هل هذا الكلام صحيح؟ **هذا الكلام عار عن الصحة، فنحن في الحركة لم نسلم أحد أي مكتب حركي، ولكن جرى اتفاق مع الأخوة في سورية على تقديم أحد المكاتب كسفارة فلسطينية بدمشق.
شكرا لك اخ ياسر المصري ابو عمر امين سر المجلس الثوري لحركة فتح الانتفاضة من دمشق.
مرام الخليلي - مراسلة موقع صقور الخليل - التابع لفتح الانتفاضة - فلسطين المحتلة .
19-2-2015