حديث رجل أوسلو أمام اجتماع المجلس الثوري.. حديث إفك وتضليل
نشرت بواسطة:admin 15 مارس,2014 في شؤون حركية, نشاطات اضف تعليق
· بات سوق الاتهامات والأكاذيب والافتراءات سلوك شائن للمرء في كل المراحل العمرية، لكنه في سن التاسعة والسبعين دليل طيش ورعونة واستهتار بالقيم والأخلاق الوطنية.
· التطاول على المناضلين وعلى القامات الوطنية الكبيرة سلوك عرفته الشعوب من جانب الصغار إرضاء لأسيادهم، ومن أجل تشويه وشيطنة وتدمير رموز الصمود والمقاومة في الأمة.
· مهما ادعى عباس من مناصب لنفسه، فالسلطة هي المنصب الوحيد الذي يليق به، ويليق بها، أو كما يقول المثل العامي (طنجرة ولقيت غطاها).
· شرف كبير لنا نحن قادة وأبناء فتح الانتفاضة أن نكون قد نأينا بأنفسنا عن قبح الحثالات ممن عاثوا فساداً في فتح، وخانوا نضالاتها وباعوا كل القيم والمبادئ التي تأسست عليها.
في أطروحة الكذب والافتراءات والتعمية والتضليل، صال وجال محمود عباس في اجتماع مجلسه الثوري في رام الله، بتاريخ 12/3/2014، وهي أطروحة نقلتها فضائيته على الهواء مباشرة.
ولقد جاء هذا الاجتماع في وقت عصيب تمر به قضية فلسطين، وفي ذروة تصعيد صهيوني أميركي يهدف إلى تصفية قضية فلسطين، وإخضاع الشعب الفلسطيني وتطويعه وهدر كامل حقوقه الوطنية، مما يترك الانطباع عند كثيرين أن عباس الذي بات يكثر من التصريحات التي يؤكد فيها عزمه على التمسك بالانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967، وقيام دولة مستقلة وعاصمتها القدس، ورفض الاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة يهودية لما يترتب على ذلك من إسدال الستار على حق العودة وتهديد وجود وبقاء أهلنا الصامدين في الأراضي المحتلة عام 1948، سيعمل على ترجمة هذه المواقف بأخذ موقف حاسم وجاد في رفض هذه المفاوضات، وفي الالتفات إلى تحصين الساحة الفلسطينية والسعي الجاد لإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإلى إعادة الاعتبار إلى منظمة التحرير وإعادة بناء مؤسساتها وإحياء ميثاقها الوطني، والعمل مع كل القوى الوطنية الفلسطينية لصوغ إستراتيجية وطنية وبرنامج وطني، يحمي القضية ويصون الحقوق ويطلق طاقات شعبنا في الداخل والخارج، في مواجهة الاستهدافات الخطيرة التي تحدق بقضية فلسطين من كل حدب وصوب.
لكن عباس خيّب ظن الكثيرين، وبالتأكيد فنحن لسنا منهم، لأننا لم نتوهم للحظة أنه يخرج من جلده، ويبدل ما هو مقتنع به، فهو ملتصق بسلطة أوسلو، هو رئيسها وخادمها المطيع ورجلها الملتزم بها وبإفرازاتها وتعهداتها، وكل ادعاء لنفسه أنه رئيس منظمة التحرير أو قائد مؤسس في حركة فتح ، ما هو إلا انتحال صفة فلقد غادر فتح المبادئ والأهداف والتاريخ والتراث والشهداء منذ سنوات طويلة، وغادر منظمة التحرير وأجهز عليها منذ أن اعترفت بالكيان الصهيوني وحقه في الوجود ومنذ الإجهاز على الميثاق الوطني الفلسطيني.
ومهما حاول اللعب على الكلمات أو استجرار العواطف في قوله أنه أحد مؤسسي حركة فتح ولن يسمح بالإساءة لها فإن الحقيقة الساطعة أنه شكل خرقاً مبكراً في صفوف هذه الحركة ، فليس لكل من ادعى أنه كان في البدايات أو أنه مؤسس، صك براءة أو دليل على دور وطني وكفاحي وطليعي في سبيل التحرير، فعلى الأقل هذا ما حملته إلينا تجارب العديد من الشعوب في العالم.
لم نشأ في مثل هذه الظروف التي تمر بها أمتنا جمعاء وتمر بها قضية فلسطين التي تحدق بها مخاطر جسيمة،أن ندخل في سجالات وصراعات تلهينا عن الصراع مع العدو الصهيوني، وعن واجباتنا في حماية قضيتنا الوطنية وحقوق شعبنا، وعن دفاعنا بالدم عن مخيمات شعبنا التي يستبيحها القتلة والمجرمون، خدمة لمشاريع ومآرب باتت مفضوحة ومكشوفة، والتي تستهدف حق العودة، والحق في النضال من أجل تجسيده واقعاً على هدي برنامج التحرير الكامل.
في مثل هذه الظروف كنا نتوق وندعو لحوار وطني شامل، لتقييم ومراجعة، لرص الصفوف، ولتوحيد الجهد، للاستفادة من كل جهد وطاقة ودور لمواجهة التحديات الكبرى، لكن –عباس- كان دافئاً وحنوناً على أسياده في البيت الأبيض، فيصف المساعي الأميركية للتوصل إلى اتفاق مع العدو الصهيوني (بالمساعي الحميدة)، وهو يبشر شعبنا في مخيمات الشتات واللجوء أن الرئيس كلنتون قدم أفكار قبلناها بالجملة، وهي بمجملها تقوم على التعويض للأفراد والدول التي استضافت اللاجئين.
وعندما أخذ يتحدث عن مخيم اليرموك، لم يسمع أحد منه موقفاً واضحاً وصريحاً يدين الجماعات المسلحة التي اجتاحت المخيم، وشردت أهله، وأمعنت قتلاً وتخريباً وعبثاً في أرجائه، وبالتأكيد فليس بوسعه أو مقدرته أن يفعل ذلك، فهو يخشى أسياد هذه الجماعات المسلحة، في السعودية وتركيا وقطر وباقي دول الخليج والدول الأوروبية المتورطة في الحرب على سورية.
كرس رئيس السلطة خطابه في الهجوم على دحلان فهو الكابوس الذي يؤرقه عباس وزمرته، ومهما يكن من أمر فالخلاف هو داخل المعسكر نفسه، معسكر الارتباط بأميركا والكيان الصهيوني، معسكر التعاون والتنسيق مع العدو الصهيوني، عباس ودحلان وجهان لعملة واحدة, والتنافس هنا تنافس على من يخدم البرنامج أكثر، كلاهما ارتكبا الخيانة الوطنية، كلاهما مستعدان لتقديم المزيد منها، كلاهما لا يمثلان شعبنا ولا يعبران عن أمانيه الوطنية.
صال وجال عباس في أطروحته الحمقاء وأخذ يكيل السباب والشتائم لحركة فتح الانتفاضة يتهمها بالسرقة “سرقة المكاتب” وإنه حزن كثيراً على شهيدنا أبو موسى عندما قبل لقاءه على مائدة الغداء بدعوة من الرئيس الدكتور بشار الأسد وبعد توسط من قبل الدكتور فيصل مقداد، وبغض النظر عن هذه الرواية التي لا أساس لها، فلقد شارك الشهيد أبو موسى في اللقاء إلى جانب قادة الفصائل بدعوة من سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد الذي استقبل بدوره محمود عباس، كانت سورية حريصة كل الحرص على لم الشمل الفلسطيني، على الوحدة الوطنية الفلسطينية، على تجاوز الخلافات والانقسامات وتوحيد الصفوف، كان هذا هو مغزى الدعوة واللقاء في القصر الجمهوري مع محمود عباس، وفي الوقت نفسه أرادت سورية أن تقول لعباس أنها وهي تستقبله، فهذا لا يعني أبداً أن هذا على حساب باقي الفصائل أو تجاوز لها ولدورها ولمكانتها، وعلى كل حال لقد شارك الشهيد أبو موسى في هذا اللقاء احتراماً لسورية ولرئيسها، وهو لم يسعى للقاء أو يتوسله.
لكن السؤال لماذا أرسلت يا رئيس السلطة وفداً إلى سورية للقاء قادة الحركة ومحاورتهم، وإذا كان الدكتور فيصل مقداد وهو الرجل الذي نحترمه ونقدره، والمسؤول الذي نعتز به وبدوره ونشاطه قد طلب منك الموافقة على حضور أبو موسى اللقاء، فمن الذي طلب منك أن ترسل وفداً من رام الله لمحاورة قادة الحركة، وعليك أن تعلن ما الذي حمله وفدك إثر اللقاء، امتلك الشجاعة، وقل ما هي رسالتنا إليه وإلى قيادة فتح وكوادرها ومناضليها، كانت الرسالة والموقف في غاية الوضوح.. اختلفنا على فتح ومن أجلها، ونتفق عليها وعلى أرضية مبادئها وأهدافها وفي سبيلها.
أما حديث رئيس السلطة عن السرقات فعليه أن يخجل، فالفساد والسرقات في مقاطعتك تزكم الأنوف والأموال المهدورة بملايين الدولارات في جيوب خالد سلام ودحلان وعباس والكثير من الفاسدين من زمرتك، سيحاسبهم شعبنا ذات يوم طال الزمن أم قصر، وإما أشارتك للممتلكات الحركية في سورية ما تدعيه عن السرقات, فهي ممتلكات فتح, وليست أملاكاً شخصية لك ولمن يواليك, هي مكاتب ومواقع للنضال الحركي, وللحركة قيادتها وكوادرها ومناضليها, وهي قيادة تقدر المصلحة الوطنية العليا في كل وقت وحين, وإشارتك البائسة في كلمتك عن أوامر أعطيت للأخ أبو حازم / زياد الصغير – أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح / الانتفاضة, بتسليم المفاتيح وقام بتسليمها, فهذا التصنيف وفق كلامك, يليق بك وبمن يتلقى الأوامر كل يوم من الضباط الصهاينة عسكريين أو أمنين, ومن بيدهم قرار السماح لك بالتحرك ذهاباً وإياباً.
لقد قررت قيادة الحركة برئاسة الأخ أبو حازم / زياد الصغير – أمين السر, تقديم أحد مواقعها ليكون مقراً لسفارة فلسطين في دمشق, سفارة تخدم مصالح شعبنا في سورية, سفارة تتفاعل مع كل الفصائل, لما فيه خير شعبنا, ونسج أرقى العلاقات الكفاحية مع سورية الشقيقة, وإذا كان هذا الموقف يتطابق مع رغبة الأخوة المسؤولين في سورية, فإنه يتطابق بالوقت نفسه مع مصلحة شعبنا على الساحة السورية, أما أبو موسى، يا محمود عباس, فلقد غادر الحياة وانتقل إلى جوار ربه كما يليق بكل الفرسان الأباة، شجاعاً متمسكاً بوطنه وبكل ذرة من تراب الوطن، شجاعاً صمد في أصعب الظروف وأحلكها شجاعاً قاوم الذل والخنوع، مقاتلاً باسلاً منذ مطلع شبابه وحتى الرمق الأخير في رحلة نضال طويلة قاربت سبعة عقود كانت فلسطين خلالها قضية حياته بامتياز.
وبعد
كانت رسالتك واضحة في أطروحتك أمام المجلس الثوري في رام الله، حددت من جديد معسكرك واصطفافك، حددت معسكر أصدقاءك، أكدت أنك رجلهم وأداتهم، فالسلطة هي المنصب الوحيد الذي يليق بك وتليق بها، فدعك من فتح.. ومن منظمة التحرير، فلفتح روادها ورجالها وأبناءها المخلصين.
والخزي والعار لكل من هانت عليه فلسطين وشهدائها.