يوم الشهيد.. والوفاء المطلوب
نشرت بواسطة:admin 6 يناير,2014 في شؤون حركية اضف تعليق
ياسر المصري
دم الشهيد ينادينا، أنشودة عمرها من عمر الثورة الفلسطينية، بل قبل ذلك منذ الغزوة الاستعمارية لبلادنا في مطلع القرن الماضي، نستذكر هذه العبارة في هذا اليوم الذي يصادف يوم الشهيد الفلسطيني والذي أقر منذ عقود طويلة بأن السابع من كانون الثاني هو يوم مخصص لذكرى الشهيد، الذي ضحى بأعز ما يملك في هذه الحياة من أجل فلسطين، فأين نحن الآن منه وأين هو منا.
تنحني الهامات دائماً للشهيد، تُرفع له القبعة، تُذرف له الدموع، تُقال فيه الخطب الحماسية، يؤبن في ندوات ومهرجانات، تختم كل الكلمات بالمجد للشهداء، نرفع شعار الوفاء للشهداء في كل مناسبة، وهذا أقل ما يقال في الشهداء، لأن الاستمرار في الثورة وديمومتها يكمن دائماً في تقديم التضحيات، والنصر مرهون بالذين يقدمون أنفسهم قرابين من أجل الوطن.
وفي تاريخنا الفلسطيني قافلة كبيرة من الشهداء تتعدى عشرات الآلاف، ممن سبقونا على طريق الشهادة فمنهم من سقط على طريق تحرير فلسطين ضد الاستعمار البريطاني في بداية القرن الماضي وحتى منتصفه تقريباً وهؤلاء قاتلوا بكل بسالة من أجل التخلص والانعتاق من استعمار بغيض يضمر لشعبنا مؤامرة مازال يدفع ثمنها إلى يومنا هذا، فسقط عبد القادر الحسيني وإبراهيم أبو دية وعز الدين القسام ومحمود عبد الرحيم وغيرهم الكثير الكثير من أبناء شعبنا.
وفي ثورتنا المعاصرة ومنذ انطلاقتها في الفاتح من كانون الثاني لعام 1965، وهي تقدم قوافل الشهداء وخيرة أبناءها وقادتها من أجل تحرير فلسطين.. كل فلسطين، لأن جزءاً من هؤلاء الشهداء سقطوا قبل احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة من العام 1967، أي إنهم استشهدوا من أجل حيفا ويافا وعكا، وهؤلاء ألا يستحقون منا الوفاء لاستشهادهم من أجل ذلك؟! أم أنهم كانوا مخطئين سياسياً وليس لديهم الرؤية الواقعية أو أنهم مغامرون؟!.
وأبعد من ذلك كل الشهداء الذين سقطوا في هذه الثورة هم يرون أنفسهم وأرواحهم فداء لفلسطين التاريخية لأنهم ينتمون لكل فلسطين وليس لجزء منها، لذلك هم حريصون على تحرير كل شبر من تراب فلسطين، ولا يحق لأحد أن ينتقص من الثمن الذي قدموه لأنه أغلى من الخطط والبرامج والتكتيك الذي يروج له البعض.. إنه الدم المقدس فداء لمشروع أساسه فكرة أسمها تحرير فلسطين.
وبما أن مجتمعنا الفلسطيني يفتخر عند سقوط الشهيد، من الأم التي تزغرد لاستشهاد ابنها، إلى الزوجة التي تكفف دموعها وتغني أهزوجة الشهيد، إلى الابنة التي تعاهد أبيها على المضي على درب الشهادة، إلى الأخ الذي يمتشق سلاح أخيه وفاء له… كل هذه المشاهد هي موجودة في أذهاننا لأنها حية فينا تعبر عن معنى الشهيد والشهادة في وجدان شعبنا الفلسطيني.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في يوم الشهيد، هل ثورتنا المعاصرة كانت حقاً وفية لشهداءها، هل مازالت تسير على خطاهم، هل ما زالت تحفظ وصاياهم بتحرير فلسطين كل فلسطين.. هي أسئلة الإجابة عليها برسم كل مناضل فلسطيني وعربي.